كتب/ مصطفى حماد
يعتقد الكثير من الناس أن أجود أنواع السيجار في العالم تأتي من كوبا، وهذا ليس صحيحا فهناك دول أخرى بالطبع تنتج أنواعا فاخرة منه، ولكن السيجار الكوبي في الواقع يعتبر من أشهر أنواع الدخان في العالم، ويوصف بأنه رفيق الأثرياء والسياسيين والمثقفين والمشاهير، فكيف تتم صناعته؟ وفي هذا الإطار، أعد موقع Snyar تقريرا عن كيفية صنع السيجار، من البذور إلى الدخان.
المرحلة الأولى: البذور
ترتبط نوعية السيجار بشكل كبير مع التربة التي ينمو فيها التبغ، لأن الفرق
بين المغذيات في التربة يمكن أن تحدث فرقا كبيرا في السيجار النهائي تؤخذ أفضل بذور التبغ من النباتات وسط الحقل حيث يقل تفاقم التأثيرات الخارجية، وتترك في هذا المجال لتزدهر، وتتم تغطيتها بكيس من الورق لمنع تلقيحها مع النباتات الأضعف قبل أن يتم حصادها وزراعتها في التربة الغنية بالمغذيات.
وتبدأ البذور حياتها في دفيئة حيث تبقى لنحو 40 يوما في ظروف مُسيطر عليها قبل أن تنقل إلى الحقول حيث ينمو بوتيرة أسرع في الشهرين المقبلين حتى بلوغ مرحلة النضج.
وبعد نضج الأوراق يتم اختيار ورقتين كل أسبوع حيث أن الزوج الأول معروف باسم الفتيلة الأولى، والزوج الثاني معروف باسم الفتيلة الثانية، والزوج الثالث معروف باسم الفتيلة الثالثة، وهكذا دواليك إلى أن يصل عدد الأوراق إلى حوالي 12 إلى 14 ورقة.
المرحلة الثانية: اختيار الأوراق و تجفيفها
توجد 3 أنواع من أوراق التبغ، النوع الأول هو ورقة «ليجيرو» ligero،
وهي التي توجد في الجزء العلوي من النبات وتميل إلى أن تكون أكثر سمكا، وتعطي قوة للسيجار، والنوع الثاني «فيسو» VISO،
وتأتي من الجزء الأوسط من النبات ويعطي نكهة خاصة للسيجار، وأخيرا «سيكو» وهي ورقة أرق تُحرق بسهولة.
وبعد اختيار الأوراق تعلق لتجف لمدة تصل إلى ثمانية أسابيع في حظيرة علاج حتى يتحول لونها من الأخضر الحيوي إلى البني الذي نراه في السيجار.
المرحلة الثالثة: التخمير
وبمجرد أن تجف الأوراق يتم تقسيمها وفق النوع ونقلها للتخمير الفردي، وبصفة عامة، تحتاج فئة «سيكو» 4 أشهر، بينما «فيسو» تحتاج 8 أشهر، و«ليجيرو» تحتاج على الأقل من سنة إلى 14 شهرا.
عملية التخمير تنطوي على وضع الأوراق في درجة حرارة ورطوبة متحكم بها، لتجف ببطء، حتى لا تتلف أو تتفتت، وهذه
المرحلة تتحدد فيها رائحة أوراق التبغ ونكهتها وطريقة احتراقها، وهذه العملية تتطلب مهارة عالية ويتم توارثها من جيل إلى آخر في العائلات منذ عدة قرون.
المرحلة الرابعة: الحشو والتكبيس أو الجمع
من أجل إنتاج السيجار المتوازن، يجب أن يكون الحشو والتجميع متوازنا أيضا حيث أن المشكلة هي أن كل ورقة على حدة لها طعم مختلف، وحتى المحاصيل تختلف من مزرعة إلى أخرى حيث تختلف منتجاتها في الطعم بسبب التغيرات الموسمية، لذلك فالمرحلة النهائية مهمة جدا وهي التي تحدد جودة السيجار حيث يتم حشو الأوراق المختارة بعناية، ثم توضع في قالب لعدة ساعات ثم يلف السيجار في ورق خاص ليصل إلى الزبون بعد مشاركة أكثر من 100 شخص في تصنيعه، وعمل قد تصل مدته إلى 12 عاما